"هل كنت تعرفين عن هذا؟" سأل أيهم بهدوء.
أجابت أمل وهي تعبس: "ماذا إن كنت أعرف؟"
قال أيهم وهو يبدو غاضبًا: "لقد أخفيت المزهرية في غرفتي لذا هل كانت ما تزال عائقًا أمامك؟"
الطريقة التي تحدث بها إليها أثارت غضب أمل أيضًا فقالت بسخرية: "نعم كنت أعرف، ماذا في ذلك؟ هل تريد أن تضربني أيضًا؟"
أرخى أيهم قبضته المشدودة وقال ببرود: "لا، لن أفعل." ثم صعد مباشرة إلى الطابق العلوي ولم يقل شيئًا عندما مر بجانب أمل.
كانت هذه المرة الأولى التي يعاملها بهذه الطريقة لذا تساءلت: "هل هذه مواجهة بالطريقة الصامتة؟" كان هناك شعور بالوحدة ينبعث من أيهم وهو يبتعد وشعرت بالاستياء عليه لكنها بقيت صامتة ولم تأخذ الأمر على محمل الجد، على الرغم من أنها كانت تعرف أن الخطأ يقع على ليلى إلا أنها لم تستطع تجاهل فخرها والاعتذار له، بالإضافة إلى ذلك كانت ما تزال غاضبة لأنه اشترى بعض الأشياء غير المفيدة.
من جهة أخرى لم يكن أيهم مستاءً بسبب المزهرية نفسها ولكن بسبب موقف أمل تجاهه، لم يكن مستاءً عندما أنقذ لؤي حتى وواجه سوء فهم منها لكن لم يتوقع أنه ليس لديه الحق بشراء شيء يحبه حتى.
مرت الليلة دون أن يتحدثوا مرة أخرى وفي اليوم التالي عبست أمل وهي تنظر إلى المطبخ المهجور، بينما لم يكن لدى ليلى أي صبر وبدأت تشتم وتصرخ في الطابق الثاني: "أيها العاطل عديم الفائدة كيف تجرؤ على أن تغضب لأنني رميت مزهريتك اللعينة؟ من تعتقد نفسك؟ هل لديك الحق بأن تغضب حتى؟ أنت مجرد قطعة من القمامة، لقد تخلصت منها بالفعل لذا لا تنزل إلى الطابق السفلي طوال اليوم إن كنت تجرؤ."
ومع ذلك لم يرد أيهم على كلامها واعتقدت أمل أن الأمر غريب قليلًا فتوجهت بغضب إلى غرفته في الطابق العلوي، بعد أن فتحت الباب اكتشفت أنه لم يكن هناك أي أحد في الغرفة وكان الفراش مرتبًا بدقة كما لو كان غير مستخدم فقالت في نفسها: "هل خرج بالفعل الليلة الماضية؟ هذا مستحيل."
بينما كانت أمل مذهولة من المشهد دخل أيهم ورأى ليلى تصرخ عليه قبل أن يدخل حتى فكان متفاجئًا قليلًا، ثم انتقلت نظرته لأعلى لتجد أمل واقفة في أعلى الدرج فقال وهو يبتسم: "خرجت لشراء الإفطار وعدت للتو إلى المنزل."
تنهدت أمل في داخلها عندما رأت الإفطار في يديه وقالت في نفسها: "كما كنت أعتقد هو ما يزال العاطل عديم الفائدة الذي ليس لديه الجرأة على التمرد ضد أمي حتى وكل شيء فعله الليلة الماضية كان مجرد استعراض."
بعد الإفطار كانت أمل جاهزة للذهاب إلى العمل لكنها سمعت جرس الباب يرن عندما كانت على وشك الخروج فقالت بحيرة: "من يمكن أن يكون في وقت مبكر من الصباح؟" عندما فتحت الباب وجدت شابًا يرتدي بدلة فاخرة ويبتسم بلطف فسألت: "هل يمكنني معرفة من تبحث عنه؟"
سأل الشاب بأدب: "مرحبًا سيدتي، هل يمكنني أن أسأل إن كانت عائلتك قد اشترت مزهرية من الخزف أمس؟" وكان هناك بعض العجلة في صوته.
أول ما فكرت فيه أمل عند سماع السؤال كان: "إذًا لم يشتر أيهم تلك المزهرية بل سرقها من منزل شخص ما!" وغضبت جدًا ثم استدارت نحو داخل المنزل وصرخت: "أيهم هناك شخص يسأل عنك."
عندما جاء أيهم ورأى الشاب عند الباب كان محتارًا أيضًا وقال في نفسه: "لا أعرف هذا الرجل، لماذا يبحث عني؟"
في اللحظة التي رأى فيها الشاب أيهم ظهرت عليه السعادة وفكر في نفسه: "هذا هو نفس الرجل الذي رأيته في الصور، لقد وجدته أخيرًا!" ثم قال: "سيدي هل يمكنني السؤال ما إذا كنت ستبيع المزهرية الخزفية التي اشتريتها من مدينة التحف أمس؟ فقط اطلب السعر الذي تريده."
"قلت مزهرية خزفية؟" سأل أيهم وهو يعبس.
أجاب الشاب بجدية: "نعم تلك النسخة الخزفية التي تبدو مكسرة قليلًا."
عندما سمعت أمل محادثتهم أدركت أنها أساءت فهم أيهم وقال في نفسها: "يبدو أن تحيزي ضده كبير جدًا، لا أستطيع أن أصدق أن أول فكرة خطرت ببالي أنني أخفي سارقًا."
انضمت ليلى إليهم عند الباب عندما سمعت الأصوات وسألت: "من هذا؟"
للأسف لم يزعج الشاب نفسه بالرد عليها حيث واصل التوسل لأيهم: "سيدي من فضلك اطلب مني سعرًا، أنا حقًا بحاجة المزهرية وسأقدر مساعدتك."
للأسف هز أيهم رأسه فقط دون أن يقول أي كلمة.
توسل الشاب مجددًا: "سيدي أنا حقًا بحاجة إلى تلك المزهرية، من فضلك ساعدني وسأدفع أي مبلغ تطلبه."
عندما رأى أيهم أن الشاب لن يتراجع قال أخيرًا: "الأمر لا يتعلق بالمال، لو كنت أمتلك المزهرية معي وأنت حقًا بحاجة إليها كنت سأعطيها لك دون أي مقابل لكن المشكلة الآن هي أن شخصًا ما قد رمى المزهرية."
قال الشاب وهو مصدوم تمامًا: "ه-هل رميت؟ لماذا ألقيت بها؟"
أومأ أيهم برأسه وقال: "نعم رميت."
كان الشاب مصدومًا تمامًا وحاول السيطرة على غضبه قدر الإمكان وسأل: "أين ألقيت بها؟"
قال أيهم بهدوء غير متأثر بالإحباط في صوت الشاب: "لا أعرف لأنني لست من ألقى بها."
عندما سمع الشاب جوابه سأل ببرودة: "ليس أنت؟ إذًا من فعل ذلك؟"
"إنها هي." أجاب أيهم وهو يشير إلى ليلى.
"هل أنت من ألقى بالمزهرية؟" سألها الشاب بوجه غير ودود.
عندما أدركت ليلى أن هذا الرجل كان هنا للبحث عن تلك المزهرية الخزفية ولاحظت أنه كان وحده بدأت أفكارها الشريرة تسيطر عليها وقالت بوقاحة: "نعم لقد رميتها، لماذا؟ هل لديك مشكلة في أن أرمي القمامة من بيتي؟ من أنت؟ ماذا تفعل في منزلنا؟ اخرج وإلا سأتصل بالشرطة." ومع ذلك في عقلها كانت تفكر: "هل تلك الزهرية ثمينة لدرجة أن هذا الرجل على استعداد لإعادة شرائها بغض النظر عن السعر؟" وكانت تشعر بالندم وتمنت لو لم تقم برميها.
قال الشاب بسخرية: "حسنًا أنا زكريا طاهر وهذه هي المرة الأولى التي يكون لدى شخص الجرأة على الصراخ في وجهي وطردي." ثم أعاد طرح سؤاله مرة أخيرة: "أين ألقيت بها؟"
صرخت ليلى بأعلى صوتها: "سأتركك تسمعها مرة أخرى إذًا، اخرج الآن! ألقيت بها حيث أريد ولن أخبرك."
صرخ الشاب وهو بالكاد يكبت غضبه: "اعترفي، أين ألقيت بها؟" فهو كان قد بذل الكثير من الجهد للعثور على أيهم من لقطات كاميرات المراقبة ولكن من كان يعتقد أن هذه المرأة الوقحة قد ألقت بها؟
في هذه الأثناء كان أيهم يراقب كل شيء بلا مبالاة لكن أمل كانت مذهولة لأن الشخص الذي ظهر هو السيد الشاب لعائلة طاهر المدعو زكريا طاهر.
"أ-أنت..." قال زكريا بغضب شديد لدرجة أنه لم يتمكن حتى من قول ما يريد قوله، ثم أغلق عينيه وتنهد بعمق وهو يشير بإصبعه إلى ليلى، ربما بسبب تربيته الجيدة لم يتمكن من تبادل الصراخ مع هذه المجنونة لذا أخرج هاتفه المحمول وطلب رقمًا وأمر ببرودة: "أحضر بعض الرجال وتعال إليّ."