"من أنت؟" سأل أيهم وهو داخل غيبوبة واستيقظ فجأة وهو يصرخ، كان يشعر بصداع شديد عندما فتح عينيه ووجد نفسه مستلقيًا على سرير المستشفى، نظر حوله في الغرفة ورأى امرأة جميلة تجلس بجانبه، كانت السعادة الشديدة واضحة على وجهها عند استيقاظه وقالت: "الحمد لله لقد استيقظت أخيرًا، كاد قلبي يتوقف من الخوف، قال الطبيب إنها مجرد خدوش لكنك لم تستفق وكنت أعتقد أنك ستموت."
كان أيهم يشعر بالدوار بسبب الصدمة المفاجئة، تحقق من الوقت بعجلة فلم يكن لديه وقت للإعجاب بالمرأة الجميلة وكانت الساعة 11:30 صباحًا بالفعل، قال فجأة: "يا إلهي سأتأخر." ثم قفز من سرير المستشفى وبدأ يبحث عن شيء ما كالمجنون وسأل: "أين لوحتي؟"
عندما رأت المرأة أيهم يتصرف بهذه الطريقة قالت بسرعة: "دمرت لوحتك عندما اصطدمت بك، معي لوحة أخرى يمكنك أخذها كبديل."
"شكرًا لك." قال أيهم ثم أخذ اللوحة وركض من الغرفة دون أن ينظر إليها حتى.
"دعني أحصل على رقمك أولًا." صرخت المرأة بسرعة ثم صاحت: "اسمي جيداء همام."
لكن أيهم لم يرد وتابع الخروج وأغلق الباب، وبينما كان يركض مسرعًا توقف فجأة ونظر إلى يديه وشعر بنبضات قلبه، كانت هناك علامة حمراء في وسط كفه في نفس شكل وحجم القلادة التي كانت لديه، بدأ فجأة يبكي بشدة لأنه كان يشعر بتدفق مستمر من القوة الداخلية في جميع أنحاء جسده وتم إصلاح أساس فنون الدفاع عن النفس المدمرة لديه وكمية هائلة من المعرفة الطبية بدأت تتدفق في عقله، ذلك يعني أن الحلم الذي رادوه كان حقيقيًا، صرخ أيهم بحماس في داخله: "إنه حقيقي! كل شيء حقيقي! ما حدث كان حقيقيًا ولم يكن مجرد حلم." ثم رفع يديه نحو السماء وهو يبكي وقال: "لقد سمعت صلواتي أخيرًا يا الله."
ضحك بعض الناس المحيطين به وقالوا:
"هذا الرجل مجنون!"
"ربما هو كذلك، توقف فجأة عن الركض وانفجر بالبكاء."
لم يهتم أيهم لهم لأنه شعر بأنه يكاد يطير من السعادة، وهذه التعليقات السلبية أكدت له فقط أنه لا يحلم وأن هذه كانت الحياة الواقعية، قال في نفسه: "إذًا لماذا قررت عائلة فواز أن تقضي علي؟ من كان الشخص الذي حبسني في ذلك الجحيم؟! بما أن الله أعطاني فرصة أخرى فعليّ معرفة الحقيقة، لا يمكنني أن أدعي أنني رجل إذا لم أنتقم لنفسي، تلك الشبكة التي بنيتها بجد لم تبحث عني حتى، ومع ذلك بالنظر إلى أن القادم مجهول يجب أن أظل زوجًا غير مفيد."
قرر أيهم أن يحقق سرًا في الأحداث التي حدثت في تلك السنة، وبعد أن تم استعادة أساس فنون الدفاع عن النفس في جسده ومع المهارات الطبية التي أعطيت له أصبحت لديه القدرة على التعامل مع عائلة فواز أخيرًا وكان على كل شخص أساء إليه من قبل أن يستعد لمواجهة غضبه، في البداية كان عليه أن يواجه أمل كي ترى بنفسها إذا كان جدها قد اختار لها زوجًا عديم الفائدة فعلًا.
نظر أيهم إلى الوقت وأوقف سريعًا سيارة أجرة قبل التوجه نحو الفندق، جلس في السيارة بحماس وقد حصل على فرصة جديدة في الحياة بعد أن ظن أنه سيقضي حياته كلها كعبد لكن الله أعطاه فرصة أخرى، قال في نفسه: "أهم شيء الآن هو إخفاء هويتي."
عندما وصل أيهم إلى مدخل الفندق أخيرًا كانت أمل تنتظره هناك بالفعل، نظرت باشمئزاز إلى مظهره الفوضوي وقالت: "هل أحضرت هدية للجدة؟"
رفع أيهم أقلام التخطيط واللوحة في يده وقال وهو يبتسم: "حصلت عليها، لن تخجلي بسببي هذه المرة."
عندما كان أيهم في السيارة نظر إلى الأقلام واللوحة التي أعطتها له جيداء وقد كانت أفضل بكثير من اللوحة التي اشتراها، كانت عملًا أصليًا لرفعت كريم واحد من أشهر الفنانين في العالم.
لم تهتم أمل بالنظر إليها حتى بل عبست فقط وقالت: "لا تقل مثل هذا الكلام الفارغ، سيكون جميع أقاربنا حاضرين هنا اليوم ومن المعتاد أن يسخروا منك، لا يهم مهما قالوا فعليك أن تحتمل وأنت صامت." في الواقع كانت أمل تأمل أن يقاوم ولو مرة واحدة حتى تتمكن من رؤية كرامته لكن أيهم كان دائمًا خجولًا وخائفًا ولم ترغب في أن يجرها كلامه الفارغ إلى الأسفل في نظر عائلتها.
ابتسم أيهم وأومأ برأسه لكن تعابير وجهه كانت غير مبالية تمامًا، عندما رأت أمل ذلك التفتت ببرود ومشت نحو الفندق بدونه، اعتاد أيهم على هذه المواقف منها لذا ابتسم بمرارة فقط وتبعها.
رحب أفراد العائلة بأمل بحرارة ولكنهم تجاهلوا أيهم:
"مرحبًا يا أمل، لماذا تأخرت؟!"
"هل يمكن أن يكون السبب أنك لم تحضري هدية وخجلت من الدخول؟"
"هل أعدت أمل أي مفاجأة للجدة؟"
لكن أيهم لم يهتم بتجاهلهم على الإطلاق بل كان شاكرًا لأنه لم يستغل أحد الفرصة للسخرية منه، وفقط عندما ظن أنه يستطيع تجنب ذلك ظهر شخص يبدو أنه لن يسمح له بالتمتع بهذه النعمة، كان ذلك الشخص هو كمال غريب ابن عم أمل الذي كان يزعج أيهم باستمرار منذ أن التقيا، قال كمال وهو ينظر إليه بازدراء: "ماذا تحمل في يديك يا أيهم؟ هل هي هدية للجدة؟ لم تشترها من كشك عشوائي في الخارج أليس كذلك؟"
"بل فعلت ذلك بالضبط." أجاب أيهم بصراحة.
عندما سمع أفراد العائلة الآخرين ذلك بدؤوا بالضحك بشدة، بينما احمر وجه أمل من الإحراج، لم تكن تتوقع أن يحرجها أيهم بمجرد وصوله إلى الفندق، لكنها لم تهتم بما قاله أيهم على الإطلاق فهي لم تعتبره عضوًا في العائلة على أي حال لذا طالما أن السخرية لم تصل إليها لن تدافع عنه.
قال كمال وعلى وجهه ابتسامة ساخرة: "سيظل الفاشل فاشلًا دائمًا، حتى في حدث عائلي مهم أحضر هدية سيئة للجدة، لا أعرف ماذا رأى الجد فيك في ذلك الوقت!" ثم قال بفخر وهو يعرض اللوحة في يده: "سأريك لوحتي التي كلفتني 60000، أسرع وألقِ لوحتك بعيدًا حتى لا تشعر بالإحراج."
لم يرد أيهم عليه بل نظر إلى أمل فقط وذكّر نفسه أنها قالت له ألا يتكلم لذا اختار البقاء صامتًا.
قالت أمل بهدوء: "أعتقد أن هذا يكفي يا كمال، ليس عليك أن تتفاخر بثرائك أمامنا."
لم تكن أمل تنوي أن تتورط في مشاكل أيهم أبدًا لكنه زوجها في النهاية حتى لو لم يكونا قريبين في السنوات الثلاث الماضية ولم تسمح له بلمسها فذلك لا يغير حقيقة أنه زوجها.
نظر أيهم إلى أمل وهو مصدوم فقد كانت هذه المرة الأولى التي تدافع فيها عنه منذ ثلاث سنوات.
ضحك كمال بسخرية وقال: "تفاخر؟ هل تعتقدين أنني سأتفاخر أمام زوجك عديم الفائدة؟ أنا فقط لا أعتقد أنه يعامل الجدة كما يجب، إذا كان هو جاهلًا فهل ستتظاهرين بالجهل أنت أيضًا؟ تعلمين أنه زوج عديم الفائدة فلماذا لا تسخرين منه معي؟"
احمرّ وجه أمل أكثر عندما قال كمال تلك الكلمات القاسية، منذ موت جدها تراجعت مكانتها في العائلة فورًا إلى أدنى مستوى ولم يكن وضعها المالي جيدًا مثل كمال.
نظر أيهم إلى كمال وقال بلامبالاة: "يمكنك أن تظهر ثراءك كما تشاء لكني أخشى أنك لم تعرف أنه تم خداعك، أو ربما قمت بشراء لوحة مزيفة لخداع الجدة، لوحتك تبدو وكأنها صنعت لتظهر أنها قديمة، قد تبدو لوحتي خشنة لكن على الأقل إنها أصلية، لن ألجأ أبدًا إلى شراء لوحات مزيفة مثلك لخداع الجدة."
كانت كلمات أيهم مثل قنبلة فنظر جميع أفراد عائلة غريب إليه فورًا وهم مصدومون بأنه تجرأ على الجدال ضد كمال وحتى أنه قال للجميع أن لوحة كمال مزيفة.