الفصل 2 اللوحة المزيفة

‏"من أنت؟" سأل أيهم وهو داخل غيبوبة واستيقظ فجأة وهو يصرخ، كان يشعر بصداع شديد عندما فتح عينيه ووجد نفسه مستلقيًا على سرير المستشفى، نظر حوله في الغرفة ورأى امرأة جميلة تجلس بجانبه، كانت السعادة الشديدة واضحة على وجهها عند استيقاظه وقالت: ‏"الحمد لله لقد استيقظت أخيرًا، كاد قلبي يتوقف من الخوف، قال الطبيب إنها مجرد خدوش لكنك لم تستفق وكنت أعتقد أنك ستموت." ‏كان أيهم يشعر بالدوار بسبب الصدمة المفاجئة، ‏تحقق من الوقت بعجلة فلم يكن لديه وقت للإعجاب بالمرأة الجميلة وكانت الساعة 11:30 صباحًا بالفعل، قال فجأة: ‏"يا إلهي سأتأخر."‏ ثم قفز من سرير المستشفى وبدأ يبحث عن شيء ما كالمجنون وسأل: ‏"أين لوحتي؟" ‏عندما رأت المرأة أيهم يتصرف بهذه الطريقة قالت بسرعة: "دمرت لوحتك عندما اصطدمت بك، معي لوحة أخرى يمكنك أخذها كبديل."‏ ‏"شكرًا لك." قال أيهم ثم أخذ اللوحة وركض من الغرفة دون أن ينظر إليها حتى. ‏"دعني أحصل على رقمك أولًا." صرخت المرأة بسرعة ثم صاحت: "اسمي جيداء همام."‏ ‏لكن أيهم لم يرد وتابع الخروج وأغلق الباب، وبينما كان يركض مسرعًا توقف فجأة ونظر إلى يديه وشعر بنبضات قلبه، ‏كانت هناك علامة حمراء في وسط كفه في نفس شكل وحجم القلادة التي كانت لديه، بدأ فجأة يبكي بشدة لأنه كان يشعر بتدفق مستمر من القوة الداخلية في جميع أنحاء جسده وتم إصلاح أساس فنون الدفاع عن النفس المدمرة لديه وكمية هائلة من المعرفة الطبية بدأت تتدفق في عقله، ذلك يعني أن الحلم الذي رادوه كان حقيقيًا، صرخ أيهم بحماس في داخله: "‏إنه حقيقي! كل شيء حقيقي! ‏ما حدث كان حقيقيًا ولم يكن مجرد حلم." ثم رفع يديه نحو السماء وهو يبكي وقال: ‏"لقد سمعت صلواتي أخيرًا يا الله." ضحك بعض الناس المحيطين به وقالوا: ‏"هذا الرجل مجنون!"‏ ‏"ربما هو كذلك، توقف فجأة عن الركض وانفجر بالبكاء." ‏لم يهتم أيهم لهم لأنه شعر بأنه يكاد يطير من السعادة، وهذه التعليقات السلبية أكدت له فقط أنه لا يحلم وأن هذه كانت الحياة الواقعية، قال في نفسه: ‏"إذًا لماذا قررت عائلة فواز أن تقضي علي؟ من كان الشخص الذي حبسني في ذلك الجحيم؟! بما أن الله أعطاني فرصة أخرى فعليّ معرفة الحقيقة، لا يمكنني أن أدعي أنني رجل إذا لم أنتقم لنفسي، تلك الشبكة التي بنيتها بجد لم تبحث عني حتى، ومع ذلك بالنظر إلى أن القادم مجهول يجب أن أظل زوجًا غير مفيد."‏ ‏قرر أيهم أن يحقق سرًا في الأحداث التي حدثت في تلك السنة، وبعد أن تم استعادة أساس فنون الدفاع عن النفس في جسده ومع المهارات الطبية التي أعطيت له أصبحت لديه القدرة على التعامل مع عائلة فواز أخيرًا وكان على كل شخص أساء إليه من قبل أن يستعد لمواجهة غضبه، في البداية كان عليه أن يواجه أمل كي ترى بنفسها إذا كان جدها قد اختار لها زوجًا عديم الفائدة فعلًا. ‏نظر أيهم إلى الوقت وأوقف سريعًا سيارة أجرة قبل التوجه نحو الفندق، ‏جلس في السيارة بحماس وقد حصل على فرصة جديدة في الحياة بعد أن ظن أنه سيقضي حياته كلها كعبد لكن الله أعطاه فرصة أخرى، قال في نفسه: ‏"أهم شيء الآن هو إخفاء هويتي."‏ ‏عندما وصل أيهم إلى مدخل الفندق أخيرًا كانت أمل تنتظره هناك بالفعل، نظرت باشمئزاز إلى مظهره الفوضوي وقالت: ‏"هل أحضرت هدية للجدة؟" ‏رفع أيهم أقلام التخطيط واللوحة في يده وقال وهو يبتسم: "حصلت عليها، لن تخجلي بسببي هذه المرة."‏ عندما كان أيهم ‏في السيارة نظر إلى الأقلام واللوحة التي أعطتها له جيداء وقد كانت أفضل بكثير من اللوحة التي اشتراها، ‏كانت عملًا أصليًا لرفعت كريم واحد من أشهر الفنانين في العالم. ‏لم تهتم أمل بالنظر إليها حتى بل عبست فقط وقالت: "لا تقل مثل هذا الكلام الفارغ، سيكون جميع أقاربنا حاضرين هنا اليوم ومن المعتاد أن يسخروا منك، لا يهم مهما قالوا فعليك أن تحتمل وأنت صامت."‏ ‏في الواقع كانت أمل تأمل أن يقاوم ولو مرة واحدة حتى تتمكن من رؤية كرامته لكن أيهم كان دائمًا خجولًا وخائفًا ولم ترغب في أن يجرها كلامه الفارغ إلى الأسفل في نظر عائلتها.‏ ‏ابتسم أيهم وأومأ برأسه لكن تعابير وجهه كانت غير مبالية تمامًا، ‏عندما رأت أمل ذلك التفتت ببرود ومشت نحو الفندق بدونه، ‏اعتاد أيهم على هذه المواقف منها لذا ابتسم بمرارة فقط وتبعها.‏ رحب أفراد العائلة بأمل بحرارة ولكنهم تجاهلوا أيهم: ‏"مرحبًا يا أمل، لماذا تأخرت؟!"‏ ‏"هل يمكن أن يكون السبب أنك لم تحضري هدية وخجلت من الدخول؟"‏ ‏"هل أعدت أمل أي مفاجأة للجدة؟"‏ لكن أيهم لم يهتم بتجاهلهم على الإطلاق بل كان شاكرًا لأنه لم يستغل أحد الفرصة للسخرية منه، و‏فقط عندما ظن أنه يستطيع تجنب ذلك ظهر شخص يبدو أنه لن يسمح له بالتمتع بهذه النعمة، كان ذلك الشخص هو كمال غريب ابن عم أمل الذي كان يزعج أيهم باستمرار منذ أن التقيا، قال كمال وهو ينظر إليه بازدراء: ‏"ماذا تحمل في يديك يا أيهم؟ هل هي هدية للجدة؟ لم تشترها من كشك عشوائي في الخارج أليس كذلك؟"‏ ‏"بل فعلت ذلك بالضبط." أجاب أيهم بصراحة.‏ ‏عندما سمع أفراد العائلة الآخرين ذلك بدؤوا بالضحك بشدة، بينما احمر وجه أمل من الإحراج، لم تكن تتوقع أن يحرجها أيهم بمجرد وصوله إلى الفندق، لكنها لم تهتم بما قاله أيهم على الإطلاق فهي لم تعتبره عضوًا في العائلة على أي حال لذا طالما أن السخرية لم تصل إليها لن تدافع عنه. قال كمال وعلى وجهه ابتسامة ساخرة: ‏"سيظل الفاشل فاشلًا دائمًا، حتى في حدث عائلي مهم أحضر هدية سيئة للجدة، لا أعرف ماذا رأى الجد فيك في ذلك الوقت!" ثم قال بفخر وهو يعرض اللوحة في يده: ‏"سأريك لوحتي التي كلفتني 60000، أسرع وألقِ لوحتك بعيدًا حتى لا تشعر بالإحراج."‏ ‏لم يرد أيهم عليه بل نظر إلى أمل فقط وذكّر نفسه أنها قالت له ألا يتكلم لذا اختار البقاء صامتًا. قالت أمل بهدوء: ‏"أعتقد أن هذا يكفي يا كمال، ليس عليك أن تتفاخر بثرائك أمامنا." ‏لم تكن أمل تنوي أن تتورط في مشاكل أيهم أبدًا لكنه زوجها في النهاية حتى لو لم يكونا قريبين في السنوات الثلاث الماضية ولم تسمح له بلمسها فذلك لا يغير حقيقة أنه زوجها.‏ ‏نظر أيهم إلى أمل وهو مصدوم فقد كانت هذه المرة الأولى التي تدافع فيها عنه منذ ثلاث سنوات. ضحك كمال بسخرية وقال: ‏"تفاخر؟ هل تعتقدين أنني سأتفاخر أمام زوجك عديم الفائدة؟ أنا فقط لا أعتقد أنه يعامل الجدة كما يجب، إذا كان هو جاهلًا فهل ستتظاهرين بالجهل أنت أيضًا؟ تعلمين أنه زوج عديم الفائدة فلماذا لا تسخرين منه معي؟"‏ احمرّ وجه أمل أكثر عندما قال كمال تلك الكلمات القاسية، منذ موت جدها تراجعت مكانتها في العائلة فورًا إلى أدنى مستوى ولم يكن وضعها المالي جيدًا مثل كمال.‏ ‏نظر أيهم إلى كمال وقال بلامبالاة: "يمكنك أن تظهر ثراءك كما تشاء لكني أخشى أنك لم تعرف أنه تم خداعك، أو ربما قمت بشراء لوحة مزيفة لخداع الجدة، لوحتك تبدو وكأنها صنعت لتظهر أنها قديمة، قد تبدو لوحتي خشنة لكن على الأقل إنها أصلية، لن ألجأ أبدًا إلى شراء لوحات مزيفة مثلك لخداع الجدة."‏ ‏كانت كلمات أيهم مثل قنبلة فنظر جميع أفراد عائلة غريب إليه فورًا وهم مصدومون بأنه تجرأ على الجدال ضد كمال وحتى أنه قال للجميع أن لوحة كمال مزيفة.
جلسة
خلفية
حجم الخط
-18
فتح الفصل التالي تلقائيًا
محتويات
الفصل 1 الصهر عديم الفائدة الفصل 2 اللوحة المزيفة الفصل 3 حادث سيارة الفصل 4 موعد غرامي الفصل 5 عشرون ألفًا الفصل 6 المركز الطبي الفصل 7 نجوم الحياة السبع الفصل 8 إيجاد وظيفة الفصل 9 زيارة الثانية لمدينة التحف الفصل 10 خيبة أمل الفصل 11 اختفاء المزهرية الفصل 12 زكريا طاهر الفصل 13 شفاؤك ممكن الفصل 14 مليون ونصف الفصل 15 مهمة مستحيلة appالفصل 16 لقاء ريان appالفصل 17 لقاء ثانٍ appالفصل 18 الجينسنغ المزيف appالفصل 19 سوار حقيقي appالفصل 20 لنتطلق appالفصل 21 دفع الدين appالفصل 22 حفل في منزل عائلة وليد appالفصل 23 الحقيقة appالفصل 24 لقاء لؤي appالفصل 25 تدخل عائلة طاهر appالفصل 26 جهاد تيسير من جمعية الفنون القتالية appالفصل 27 الزوجة الاسمية appالفصل 28 هل تشعر بالبرد وأنت نائم هناك؟ appالفصل 29 اختيار موقع للمركز الطبي appالفصل 30 هناك شيء غير صحيح appالفصل 31 ضربة قاتلة appالفصل 32 حبوب الشفاء appالفصل 33 تجمع اللوتس الثلاثة appالفصل 34 قطعة من الكعكة appالفصل 35 الأبدية appالفصل 36 إنها إبر ذهبية appالفصل 37 أنت شقي نوعًا ما appالفصل 38 أفكار أمل appالفصل 39 مركز فواز الطبي appالفصل 40 لم تفهمني أبدًا appالفصل 41 تعزيز الثقة appالفصل 42 ذوبان الجليد في العلاقة appالفصل 43 لا يمكن إنجاز أي شيء دون قواعد أو معايير appالفصل 44 تقنية تحفيز طاقة الحياة appالفصل 45 من الذي قد يعجب به؟ appالفصل 46 أخلاقيات الطب appالفصل 47 لقد وقعت العقد appالفصل 48 الفيديو appالفصل 49 لا تلمسني appالفصل 50 دعني أشرح appالفصل 51 لم نمسك الأيدي أبدًا appالفصل 52 الباب غير مغلق appالفصل 53 موقفٌ سيء appالفصل 54 مائتي ألف appالفصل 55 مريض عائلة طاهر appالفصل 56 لعنة الحقد appالفصل 57 ماذا تريد appالفصل 58 كمال الرئيس appالفصل 59 بناء النواة appالفصل 60 ليس من شأنك appالفصل 61 أنتِ امرأة غبية جدًا appالفصل 62 هل اشتقت لي في هذه الأيام؟ appالفصل 63 تقنية القوى التسع الحيوية appالفصل 64 استيقظ appالفصل 65 : أستون مارتن appالفصل 66 مكملات غذائية appالفصل 67 لا تفعل بي ذلك appالفصل 68 الرجل في المركز الطبي appالفصل 69 مغادرة البيت appالفصل 70 لا تتركني appالفصل 71 ندم أمل appالفصل 72 اعتذار أمل appالفصل 73 إدراك أيهم للحب appالفصل 74 الطبيب المعجزة appالفصل 75 حبوب الترياق appالفصل 76 هناء صمتت appالفصل 77 شيك بقيمة مائة ألف دولار appالفصل 78 الشائعات قد تكون قاتلة appالفصل 79 ألا يمكنني شراؤه بنفسي؟ appالفصل 80 ضيف عائلة تيسير appالفصل 81 تتحدث مرةً أخرى appالفصل 82 العلاج مجاني appالفصل 83 أنا حماته! appالفصل 84 أصبحت المنبوذة appالفصل 85 أنا مفلس appالفصل 86 لماذا؟ appالفصل 87 كيف يمكن أن تكون أنت؟ appالفصل 88 انتهى الأمر appالفصل 89 ثلاثة أيام appالفصل 90 منافسة الحب appالفصل 91 لقاء قصير appالفصل 92 سامي همام appالفصل 93 علاج المرض appالفصل 94 ذلك الرجل المجنون appالفصل 95 السعي للانتقام عند النهر appالفصل 96 تدمير أساس فنون القتال الخاصة بك appالفصل 97 إلغاء العقد appالفصل 98 لن أعود إلى شركة غريب appالفصل 99 الحماة appالفصل 100 العودة إلى البيت app
أضف إلى المكتبة
@ Joyread
UNION READ LIMITED
Room 1607, Tower 3, Phase 1 Enterprise Square 9 Sheung Yuet Road Kowloon Bay Hong Kong
جميع الحقوق محفوظة © چوي ريد