"السيد أيهم فواز؟" سألت ليلى بحيرة وكانت ستغلق الأبواب لو لم يكن الرجل الواقف في الخارج يرتدي بدلة باهظة الثمن.
"نعم السيد أيهم فواز." قال الشاب وهو يبتسم.
عندما سمع أيهم ذلك سار إلى الباب وسأل: "هذا أنا، وأنت من تكون؟"
أجاب الشاب: "سيد أيهم فواز أنا لقمان بيطار سكرتير السيد محسن وليد، يمكنك أن تدعوني لقمان فقط."
أومأ أيهم برأسه وسأل: "هل هناك شيء يمكنني مساعدتك فيه؟"
عندما سمعت ليلى أن لقمان من طرف عائلة وليد خافت وقاطعته قبل أن يتمكن من قول أي شيء: "إنه يقيم في منزلنا بشكل مؤقت فقط ولا صلة له بنا، إذا كنت هنا لأخذه فافعل كما تشاء."
"ماذا تقولين يا أمي؟" قالت أمل وهي تعبس بعد أن سمعت كلام أمها من الطابق العلوي، كانت تشكّ بالوضع وخمنت أن مشكلة ما قد حدثت بعد أن أنقذ أيهم لؤي وليد لذلك أتى لقمان إليهم، ومع ذلك نزلت الدرج وقالت: "أيهم أراد إنقاذه فقط ولم تكن لديه أي نوايا سيئة."
بعد أن سمع لقمان ليلى وأمل توقف للحظة وشرح: "لقد أسأتما فهمي، أنا هنا لأشكر السيد أيهم فواز نيابة عن عائلة وليد."
"أتيت لشكره؟" قال ليلى وكانت هي وأمل مذهولتين تمامًا، بينما أيهم قال بهدوء: "تفضل بالدخول."
ربيع الذي كان جالسًا على الأريكة وقف منذ أن سمع لقمان يعرف عن نفسه وعندما رآه يدخل شعر بالصدمة وقال: "أنت السيد لقمان بيطار! ما الذي جاء بك إلى هنا يا سيد لقمان؟"
نظر لقمان إلى ربيع الواقف أمامه وعبس قبل أن يسأل: "هل نعرف بعضنا؟"
قال ربيع وهو يبتسم بطريقة متملقة: "أنا مدير إدارة المشروع ربيع نبيل."
أشار لقمان برأسه فقط ورد: "هذا أنت إذًا."
في الواقع لم يكن لقمان يعرف من هو ربيع فشركة وليد لديها مئات مكاتب إدارة المشاريع المختلفة لذا لمَ سيعرف إلى أي قسم ينتمي هذا الرجل؟ وفجأة تذكر لقمان أن هذا منزل أيهم فسأل بحيرة: "ما الذي أتيت من أجله إلى هنا؟"
"أنا..." لم يعرف ربيع كيف يجيب حيث لا يمكنه أن يقول إنه جاء ليتزوج أمل.
لكن أيهم تقدم وقال بسخرية: "هو هنا ليطلب يد زوجتي."
قال لقمان وهو يبتسم بطريقة غريبة بعد هذا الجواب السخيف: "يطلب يد زوجتك؟ هل تمزح يا سيد أيهم فواز؟"
وضح أيهم ما قاله: "لنبسط لك الأمور فهو يريد من زوجتي أن تطلقني حتى يتمكن من الزواج منها."
عندما سمعته أمل أصبحت محرجة وغاضبة وقالت في نفسها: "كيف يمكنه أن يقول ذلك ببساطة؟ حتى لو لم نكن زوجين في الحقيقة فليس من الصحيح قول ذلك." لذا قاطعت الحديث بسرعة وشرحت: "من فضلك لا تسئ الفهم يا سيد لقمان بيطار فأيهم يمزح فقط، إنه قريب من جانب خالتي، أليس كذلك يا خالة كاميليا؟"
كانت كاميليا ذكية ولاحظت كيف كان لقمان محترمًا عندما كان يسأل عن أيهم ولاحظت سلوك ربيع عندما رأى لقمان لذا قامت بتغيير موقفها بشكل كامل واعترفت: "نعم، كنت فقط أزور أختي لذا أتينا معًا."
"نعم، أنا فقط أزورهم." قال ربيع بسرعة وهو يتعرق بتوتر.
"حقًا؟" سأل لقمان باستنكار فقد كانت لديه مهارات ملاحظة حادة بعد العمل إلى جانب محسن لسنوات عديدة، بالإضافة إلى ذلك أفاد تحقيقه الذي أجراه قبل أن يأتي بأن أيهم كان زوجًا يعيش في منزل عائلة غريب لذا كان من الطبيعي أن يفهم بسرعة ما كان يحدث في الواقع، ومع ذلك لم يفهم لماذا طبيب رائع كأيهم سيقبل بأن يكون زوجًا يعيش في منزل عائلة زوجته.
"هذه الحقيقة بالفعل." قال ربيع بتوتر قبل أن ينظر نحو أيهم ويقول: "من فضلك سامحني يا سيد أيهم فواز، لم أكن أعني ما فعلته قبل قليل."
أجاب أيهم وهو يبتسم: "لم يكن هذا ما قلته، قلت أن قتلي كان سهلًا مثل سحق النملة."
عبس لقمان عند سماع ذلك ونظر إلى ربيع وقال: "ارحل من هنا، إذا اكتشفت أنك عدت لمطاردة السيدة أمل فواز ستتم إقالتك من شركة وليد."
قال ربيع برجاء وهو يتعثر في خطواته أثناء سيره نحو الباب: "حاضر سأغادر في الحال، من فضلك لا تغضب مني."
عندما رأت كاميليا كيف انقلبت الأمور بشكل غير متوقع قالت: "سأغادر أنا أيضًا، لدي شيء مهم للقيام به في المنزل."
أدركت ليلى أخيرًا ما حدث بعد أن غادرت كاميليا حيث حدثت الأمور بسرعة كبيرة لدرجة أنها لم تتمكن من التفاعل في الوقت المناسب.
قال أيهم: "أمي هل يمكنك إعداد كوب من الشاي للسيد لقمان بيطار؟"
"بالطبع!" قالت ليلى وهي ما تزال في حالة صدمة ولم تدرك ما قالته حتى دخلت المطبخ فقالت في نفسها: "هذا اللئيم طلب مني صنع الشاي؟" ومع ذلك كانت في المطبخ بالفعل وكان لقمان في غرفة المعيشة لذا لم يكن بإمكانها فعل شيء الآن.
قال لقمان: "سيد أيهم فواز إن السيد لؤي وليد بخير، أراد السيد محسن وليد أن آتي لأشكرك شخصيًا، لم تكن لدينا أي وسيلة للاتصال بك لذا قمنا بالبحث واكتشفنا أنك تقيم هنا، من فضلك سامحنا على الزيارة دون موعد مسبق."
قال أيهم: "لا بأس، الأهم هو أنه بخير."
قال لقمان بامتنان: "كل كل بفضل علاجك، طلب مني السيد محسن وليد أن أعطي هذا لك، لا نعرف تفضيلاتك لذا قررنا تقديم شيء بسيط." ثم أخرج شيكًا من جيبه وسلمه بكل احترام لأيهم.
سمعت ليلى التي كانت قد خرجت للتو من المطبخ لقمان يذكر إنقاذ أيهم للؤي ورأته يسلم الشيك ولم تستطع فهم الوضع، قالت في نفسها: "ما الذي فعله عديم الفائدة هذا بالضبط حتى يأتي سكرتير عائلة وليد ليشكره شخصيًا؟!"
قال أيهم بتواضع: "لم يكن شيئًا مهم، أنت كريم جدًا لكن من فضلك أبقه معك." فعلى الرغم من أنه كان فقيرًا الآن إلا أنه لا يستطيع قبول المال فقط لأنه أنقذ حياة شخص، كان ذلك لا يتناسب مع شخصيته أيضًا فهو كذلك من عائلة مرموقة.
"ليس من اللطف رفض هدية السيد لقمان بيطار، يجب أن نقبله!" قالت ليلى ثم أمسكت الشيك وأسرعت للنظر إلى الرقم وتمتمت: "واحد اثنان ثلاثة أربعة أصفار، 20 ألفًا!"
رأت أمل ذلك وأسرعت لتوقفها: "ماذا تفعلين يا أمي؟ لا تأخذي أشياء الناس ببساطة." لكن ليلى كانت مسحورة بالمبلغ ولن تبعد يديها القذرتين عن الورقة.
عبس أيهم بسبب أفعال ليلى ولكنه لم يقل شيئًا.
ابتسم لقمان وكأنه لم يتأثر بما حدث للتو على الإطلاق وكأنه لم يره وقال: "سيد أيهم فواز يود السيد محسن وليد دعوتك إلى منزل عائلة وليد عندما يتم إخراج السيد لؤي وليد من المستشفى."
"حسنًا سنرى كيف ستسير الأمور." أجاب أيهم بهدوء.
بما أن عمله هناك قد انتهى وقف لقمان وودع عائلة غريب.
بعد أن غادر صرخت أمل بغضب: "هل تعرفين مدى الإحراج الذي سببته يا أمي؟"
"ماذا؟ ألم تسمعيه يقول أن أيهم أنقذ السيد الشاب لعائلة وليد؟ هذه فقط 20 ألفًا، جاءت في الوقت المناسب ويمكنني شراء الحقيبة التي أريدها." قالت ليلى وهي تجلس على الأريكة.
صرخت أمل: "هذا مال أيهم يا أمي."
قالت ليلى بلا مبالاة: "لقد أطعمته لثلاث سنوات منذ أن استقر في منزلنا، بالإضافة إلى ذلك أنا حماته لذا يجب أن يعطيني المال إذا كان يعرف التصرف الصحيح."
استدارت أمل وصعدت الدرج وهي لا تصدق ما تفعله أمها، أيهم لم يرغب في إضاعة وقته في التحدث إلى ليلى أيضًا لذا تبع أمل وعاد إلى غرفته.
بعد أن صعدا كلاهما بدأت ليلى تغير تدريجيًا نظرتها إلى أيهم وقالت في نفسها: "هل أصبح أكثر ذكاءً؟ 20 ألف من إنقاذ شخص واحد فقط! كنت أعرف أن هناك شيئًا غريبًا بشأنه في الفندق، لو أعرف فقط كيف أنقذ سيد الشاب لعائلة وليد..."