كانت حركات يارا ناعمةً جدًا وهي تمسح وجه جدتها بعناية شديدة، وكان شعرها الطويل الذي يتدلى حتى كتفيها يخفي جزءًا من وجهها والشمس اللطيفة تتسلل من خلال النافذة ملقيةً بضوء دافئ على قوامها النحيل، وعلى الرغم من أنها كانت ترتدي ثوب المستشفى إلا أنها كانت تبعث هالةً من الأناقة البسيطة والجمال الغير متكلف، فشكل الصمت العميق مع جمالها لوحةً فنيةً متكاملةً.
كان كمال يحدق بشدة في يارا كأنه ينظر بإعجاب إلى لوحة زيتية جميلة، فلاحظت يارا نظرته فردت نظرته، حيث بدا وجهها الشاحب والمليء بالكدمات كأنه ينتمي إلى قشرة بلا روح، الأمر الذي جعل كمال يشعر كما لو أن مطرقةً تدق على صدره مرسلةً خلاله موجات من الألم، فقد حولتها السنوات الأربع تلك من فتاة نشيطة وحيوية إلى روح هادئة وغير متكلفة وأصبحت تشبه الجنية الصغيرة التي ضلت طريقها في عالم البشر، كانت يارا التي عرفها في الماضي قد اختفت في النهاية من هذا العالم.
احصل على المزيد من اللآلئإيداع
انتقل إلى تطبيق چوي ريد
يمكنك بعد ذلك قراءة المزيد من الفصول وستجد قصصًا رائعة أخرى على چوي ريد.