وصل هاني وقال بسخرية: "حسنًا، انظر من هنا، إنّه أحمد وصهره المجرم". حمل هو والآخرون من عائلته أكياس الهدايا وفيها النبيذ الفاخر، ونبتة الجنسنغ البري، والشاي، وغيرها.
كانت خطة عائلة لؤي بسيطة – وهي التملق بقدر الإمكان أمام إله الحرب.
قالت ميار وهي تقترب من زينة بسخرية: "لم أتوقع أن تأتي يا زينة. أين بطاقة دعوتكِ؟ أرِها لي. فمن السهل شراء بطاقات مزيفة في هذه الأيام."
لم تقتنع ميار، وسامي، والآخرون على الإطلاق بأن ليث يمكنه الحصول على دعوة.
فانظر إلى حالهم فحسب، من المستحيل أن يحصلوا على دعوة لحضور العشاء!
إنه مثل القول إن الخنازير يمكنها الطيران!
"أنا..."
ترددت زينة لأنه ليس لديها بطاقة دعوة أساسًا.
ضحكت ميار، وقالت: "بربّك. ماذا تخفيين؟ لا تخبرني أن بطاقة الدعوة الخاصة بك مصنوعة من الذهب لدرجة أنني لا أستطيع حتى أن ألقي نظرة عليها؟"
أغلقت زينة فمها، وطأطأت رأسها.
طلب هاني عندما لاحظ سلوك الزوجين الغريب "أحمد، أرِنا بطاقة الدعوة الخاصة بك!"
قال أحمد متوترًا: "أبي، أنا..."
صرخ هاني: “ماذا؟ أنت لن تطيع حتى أمر والدك؟ أسرع وأرِها لي!"
لهث أحمد بقوة ولم يستطع سوى قول الحقيقة.: "أبي، ليس لدينا بطاقة دعوة. أتى بنا ليث إلى هنا."
بمجرد أن سمعوا ذلك، ضحك سامي، وميار، والبقية بشدة حتى آلمتهم بطونهم.
ثم نظر هاني إلى أحمد وقال: "يا لك من أحمق! من العار أن يكون لدي ابن مثلك!"
اشتعل أحمد غضبًا عندما رأى عيون المحدّقين الساخرة والضحك القاسي، وفقد ما تبقى من كرامته أمام عائلة لؤي ولم يبقى منها أي شيء. كما كرهت زينة ليث أيضًا، فقد فقدوا كل الاحترام من عائلة لؤي.
سخر سامي وقال: "ما أوقحك لحضور العشاء بدون دعوة! دعني أخبرك بالحقيقة، بغض النظر عن مدى جهودك، لن يتمكن أبدًا أفراد عائلتك من دخول هذه البوابة!"
-قالت ميار وهي تمسك بذراع هاني: "دعنا نذهب داخلًا، يا جدي ولا تدعهم يعترضون الطريق."
-"أنتِ محقة، فمعرفتهم تجلب العار لنا."
ألقت عائلة لؤي بنظرات كالسيوف على ليث ومضوا مسرعين نحو البوابة.
كان أحمد على وشك أن يتكلم وقال ليث: "أبي، انظر، لن يتمكنوا من الدخول."
يقف عند مدخل فيلا الجنة كثير من حراس الأمن الذين وظفوهم للحفاظ على النظام في المكان.
أخرج سامي اثنتي عشرة بطاقة دعوة وأعطاهم إياها، وقال: "لاثنا عشر شخص، من فضلك."
قال ذلك وهو يقوّم ظهره ويتفاخر.
فعلى أي حال، كم هم الذين يمكنهم أن يحصلوا على اثنتي عشرة بطاقة دعوة في وقتٍ واحد؟
ولكن مباشرةً، قال الحارس الأمني ببرود: "أنتم ممنوعون من الدخول ومحظورون من حضور العشاء!"
"ماذا؟"
اعتقد سامي والآخرون أنهم أخطأوا بسماع الحارس.
اعترض هاني: " مستحيل! رامي، أمين مبنى المكتب، أرسل لنا هذه الدعوات بنفسه بالأمس!"
تحدّث سامي بتفاخر: "هذه هي بطاقة الدعوة الخاصة بي. دعني أدخل الآن! لا يمكنك أن تتحمل عواقب البعث معي!"
علت الأصوات!
فجأة، رفع الحارس العصا على رأس سامي، وقال: “ألا تفهم بلغة البشر؟ أنتم ممنوعون من الدخول! هل يجب أن أشرح لكم ذلك بالفعل؟"
كان سامي خائفًا لدرجة أنه كاد يتبول في سرواله، أمام العصا الموجهة نحو رأسه.
ولكن مع أمام العيون التي تشاهده، استعاد شجاعته ورد: "أتحداك أن تلمسني! ألا تعرف من أنا؟ دعني أتحدث إلى رئيسك!"
وبدأ الضرب!
أسقطه الحارس الأمني مباشرة بالعصا؛ كان سامي قد بلل سرواله، وكانت عائلة لؤي أكثر رعبًا.
صرخ الحارس الأمني "ماذا تنتظرون؟ اختفوا الآن!"
ساعدت عائلة لؤي سامي على النهوض وذهبوا مسرعين.
كان أحمد مندهشًا من المنظر الذي رآه أمامه، وقال: “كنت على حق. لم يتمكنوا من الدخول."
في تلك اللحظة، ابتسم ليث وأمسك بيد زينة: "يجب أن ندخل!"
قال أحمد وكايلا وتراجعا خائفين: "لا! سنكون قضينا على أنفسنا. كيف يمكننا الدخول عندما لا يستطيع سامي والبقية حتى المرور عبر نقطة التفتيش الأمنية؟"
رجف جسم زينة الضعيف أيضًا: "نعم، هل يمكننا حقًا الدخول؟ ليس لدينا حتى بطاقة دعوة!"
ابتسم ليث، وقال: "ألم تقولي أنكِ ستعطيني فرصة أخيرة؟ كيف تعرفين إذا لم تجربِ؟"
أمسكت زينة بيد ليث بإحكام: "حسنًا، أنا أثق بك!"
"أيها الضباط!" قالت ميار عندما اقترب الأربعة من نقطة التفتيش الأمنية. "هؤلاء وإن كانوا من عائلة لؤي، إلا أن جدي طردهم منذ مدة طويلة! فلا تربطهم أي علاقة بنا!"
قال هاني بصوت مضطرب: "نعم، أيها الضباط. لا تربطهم أي علاقة بعائلة لؤي من فضلك لا تجعلوا ذلك يزعجكم!"
نظر ليث إلى الخلف ساخرًا.
يا لكم من مخلوقات قاسية!
عندما وصلوا إلى نقطة التفتيش الأمنية، أغلقت زينة عينيها، لكنها كانت تفضل الموت اليوم على الإذلال.
شارك أحمد وكايلا الشعور نفسه.
لم يغادر هاني والآخرون. كانوا يختبئون على بعد مسافة، وأرادوا مشاهدة أحمد وعائلته يحرجون أنفسهم.
"مرحبًا، السيد جاد وعائلته! أنتم أهم ضيوفنا. الدعوات غير مطلوبة!"
عند سماع ذلك، فتحت زينة عينيها لترى عشرات حراس الأمن مصطفين في صفين، يحيونهم. وكأنهم دخلوا في عالم الخيال، ومضت زينة ووالديها نحو داخل فيلا الجنة.
كان هاني والآخرون، الذين كانوا ينتظرون الاستمتاع في الخارج، مندهشين تمامًا.
-"هم... دخلوا؟ كيف يمكن ذلك؟"
بصراحة، شعرت زينة ووالديها وكأنهم في السماء التاسعة عندما رأوا وجوه عائلة لؤي المدهشة. ونظر أحمد حوله، ما زال في حالة من الذهول: "دخلنا بسهولة. كيف فعلت ذلك يا ليث؟"
عندها فحسب شعروا أن صهرهم كان مفيدًا بعض الشيء. على الأقل، تمكنوا من رفع أنفسهم من الإذلال الذي عانوا منه.
ابتسمت كايلا. "كان لدى ليث أيضًا علاقات في نورثهامبتون في السابق، أليس كذلك؟"
أجاب ليث "أنتِ على حق، يا أمي، لدي بعض الأصدقاء"
نظرت زينة إلى ليث بنحوٍ مريب. كان لديها شعور بأن الأمور ليست بهذه البساطة. فلم يساعده أي من أصدقائه عندما كان في ورطة، بل كثيرون هم الذين خذلوه بدلًا من ذلك. فكيف سيساعده أي شخص؟
في الفيلا، كانت زينة ووالديها حذرين في كل حركة يقومون بها.
بعد كل ما جرى، لم يتمكنوا من تحمل كسر أي شيء أو إساءة إلى أي شخص في مثل هذه المناسبة.
"زينة، هل أنت؟ ماذا تفعلين هنا؟ هل هذه أنتِ حقًا؟"
فجأة، صدح صوت مفاجئ من الخلف.
كانت عيون زينة مليئة بالاشمئزاز عندما رأت الشخص القادم. الأربعة الذين كانوا يأتون في طريقها كانوا يرتدون بدلات وكان لديهم مظهر ملكي.
الرجل في المقدمة كان دالي جمال، نجل رئيس مجموعة أبيكس. كان يريد زينة منذ عصور، حتى عرض ملايين لكي يحظى بها، لكنها لم تتفاعل معه.
كتصرف للانتقام، تسبب دالي بإفلاس شركة زينة المتطورة جيدًا.
قالت زينة ببرود "لماذا لا أستطيع أن أكون هنا؟"
نظر دالي إلى ليث من الأعلى إلى الأسفل. "هل هذا زوجك المجرم؟ هل هو الذي أحضركِ؟"
عندها، اقترب أكثر من زينة ورمقها بضحكة ساخرة: "لا أهتم كيف دخلتم، ولكن بقوتي، يمكنني إرسال زوجك مجددًا إلى السجن وحبسه لعقد أو اثنين!"
ظنّت زينة أن دالي يمكن أن يفعل ذلك، بسبب موارده وقدراته. ونظرت زينة إليه بحذر: "ماذا تريد؟"
ما دمت تعدين بالبقاء معي، أتعهد بعدم إزعاجه! وإلا، سأرسله بالتأكيد مرة أخرى!