أنقلب السحر علي الساحر وبدل ما هي تسأله بقي هو اللي يسألها
وهو يقف امام سور الشرفه ويحني جزعه امامه وينظر الي تلك المتمرده التي تجلس في الشرفه التي امامه
فاطمه: ماعرفش عنهم حاجه كل اللي اعرفه ان أبوك من اكتر من عشرين سنه من قبل ما يتجوزني بكتير كان بيحبها واهلها رفضوه وجوزوها وسافرت مع جوزها
ومجاتش هنا زياره ولا مره ديما كانت بتبعت لأمها تروح ليها بس ابوك عمره ما نسيها دا كان ساعات بيغلط في اسمي وينده لي بأسمها
التمس عاصي نبرة الحزن التي غلفت صوت والدته وتدراك امر غيرتها من تلك المرأه
وهتف
عاصي: بس خلاص بقي انتو كبرتو عالحب والحاجات دي مش كده ولا إيه يا فطوم
فاطمه: ابوك لو طال يرجع الماضي كله عشان ميسبهاش هايرجعه انت لازم تعرف هما جاين ليه
جلس عاصي يأكل الطعام الذي امامه
ثم هتف
عاصي: ال يا خبر بفلوس بكره يبقي ببلاش
مش يمكن وحشتها مصر قالت تيجي زياره وترجع تاني
زين وهو يصعد علي قدمه وينظر الي الشارع
عندهم بنت حلوه بقت ثحبتي يا تيتا واسمها غسل
فاطمه:انت لحقت تتصاحب عليهم يا واد يبقي انت اللي هاتجبلينا الاخبار
عاصي بعدم رضا مما قالته امه: اما متعوديش الواد علي نقل الكلام وانت يا لمض اقعد كل وانت ساكت
زين:يووووه بقي يعني بلاث اتكلم يايعني
عاصي:لاء يا يا لمض بلاش ويلا كل كويس
وقف حمزه في الشارع اسفل الشرفه يحدثه
حمزه:عاصي انزل كلم ابوك عايزك
رفع الاخير نظره اليها ليجدها تتضع الهاتف علي اذنها تتحدث مع احد ما وبجورها اختها
ثم نظر الي اخيه وعلي صوته حتي يلفت انتباها
عاصي: يا بني في ايه دا انا لسه طالع مش هاعرف اكل لقمه كمان ولا ايه
رفع حمزه رأسه والتفت ليري ما ينظر اليه اخيه ثم استدار اليه وهتف
ياعم انا مالي انزل عشان تكلم تاجر الغله الراجل عايز يرفع السعر تاني
عاصي: نعم ليه هو اتفاق........... انا نازل قول لابوك يقفل معاه
حمزه:ماشي بس هاتلي طبق محشي معاك وانت نازل هههههههه
نزل عاصي الي اسفل وبيده طبق الاكل لأخيه وباليد الاخري يمسك يد زين
تحت نظرات تلك المتمرده
وقفت غمزه مع غزل يتحدثون سويا علي هؤلاء الشبان اللذان اقتحموا حياتهم من لحظة حضورهم الي هذا البيت
غزل:الحقي ياغمزه دا بعاتلي الحاجات كلها ورجع معها الفلوس
غمزه:ليه ان شاء الله هايصرف علينا ولا ايه لازم نرجعله الفلوس يأما ياخد الحاجه انزلي قوليله كده
غزل:لاءياختي انا مش هاقدر اعمل كده احسن يزعقلي تاني ويقولي معندناش بنات تنزل الشارع باليل لوحدها
غمزه:طب ايه هاتعملي ايه ماهو ماينفعش يجيب الحاجه ومش ياخد فلوسها
غزل: استني استني هي ايه الورقه دي
بصي كاتبلي ايه
قرأت غمزه ما كتبه حمزه لغزل وغضبت عندما رأت رقم هاتفه
غمزه : فاكر نفسه مين حضرته عشان يبعت ليكي رقم تليفونه
ولا فاكرك انتي من البنات اياهم دا انا هانزل ابعتر بكرامته الأرض زي ما عملت في اخوه هي مامي لسه نايمه
غزل: ايوه نايمه ونانا كمان دخلت نامت بس والله انا ماليش دعوه بحاجه
غمزه: بس اسكتي و اوعي من وشي
غزل: طب بلاش تنزلي دلوقتي احسن يزعقولك تحت
غمزه: ليه ان شاء الله احنا حرين وهما لا فيهم اخونا ولا فيهم ابونا عشان نخاف منهم
وان كان علي الحمايه اللي هايجي من وراها الكلام الفارغ ده يبقي بلاها
ثم نزلت بأقصي سرعه وهي تمسك بيدها تلك الورقه والاموال
كانت تلبس فستان قطني اسود طويل ولكنه لا
يغطي ربع زراعها ويكشف عنقها الطويل وجزء بسيط من صدرها تاركه شعرها الاسود الطويل خلف ظهرها
واتجهت الي الوكاله وعيناها تطق من الشرار
كان هو يتحدث امام الوكاله في الهاتف ولكنه صعق حينما رأها متجهه نحوه بهذا المنظر اغلق الهاتف سريعاً دون ان يرد علي الطرف الاخر واتجهه نحوها حتي يوقفها ويرجعها من حيث اتت
عاصي: انتي رايحه فين، فاكره نفسك ماشيه في بيتكو
غمزه: لو سمحت اوعي من وشي انا ماليش كلام معاك ولا انا جايلك من اصله
عاصي: طب اجري اطلعي من قدامي دلوقتي بدل ما اكسر دماغك الناشفه دي، انا عمري ما مديت ايدي علي بنت بس انتي هاتخليني اعملها.
لم تعيره اي اهتمام واتجهت الي داخل الوكاله لكي تتحدث مع حمزه
غمزه: لو سمحت يا استاذ انت تاخد فلوسك وكمان الورقه اللي انت باعتها لاختي دي مش تلزمنا في حاجه، ومتشكرين اوي ليك احنا لما نعوز حاجه هنعرف نجيبها لنفسنا
حمزه: في ايه بس يا انسه انا ماقصدتش حاجه وحشه، انا كان قاصدي انكو لما تعوزو حاجه تتصلو واحنا نبعت اللي يجبها ليكو
غمزه: لاء والله طب يا سيدي ميرسي اوي لحضرتك بس لازم تفهم اننا مش من البنات اللي بيكلمو الشباب علي التليفونات، حتي لو بحسن نيه زي مانت فاهم
كاد حمزه ان يتحدث لكن قاطعه صوت والده حين تحدث
فضالي: خلاص يا حمزه ماتكملش انتي معاكي حق تزعلي يا بنتي حتي لو كان هو اتصرف بسلامة نيه، بس اللي مايصحش بقي انك تنزلي في الوقت وبالبس ده الشارع احنا معندناش الكلام ده هنا
غمزه: والله بقى احنا احرار ننزل ولا نط...
لم تكمل كلمتها حين وجدت من يمسكها من مؤخرة رأسها (افاها لموؤخذه) وهتف
عاصي: طب طلما احرار بقي يا عين امك يبقي تطلعي تقولي الكلام ده قدام ستك توحه، عشان انا ماعنديش حمايه لواحده قليلة ادب زيك.
ثم اللتف خارج الوكاله قاصد منزلهم وهو يمسكها كمن امسك حرامي غسيل
وصعد بها هكذا لم يعير انتباه لهتاف ابيه الذي يصعد خلفه ودق الباب بكل عنف وهي تتلوي بين يديه.
فتحت لوزه الباب برعب من منظرهم وخرجت روقيه من غرفتها وايضاً خرجت والدتها علي صراخ غمزه وصوت فضالي الذي يتوسل لابنه بأن يتركها وهتفت روقيه.
روقيه: ايه في ايه انتي عملتي ايه تاني يا غمزة.
اندهش للحظات عندما سمع اسمها ولكنه تماسك ورسم الغضب علي وجهه مره تانيه
غمزه: يا مامي انا مش غلطانه خلي الوحش ده يسيبني دا انسان مش محترم عشان يسمح لنفسه يمسكني كده
انفعل هو اثر سبها ليه ونفرت عروق عنقه وصرخ فيها
عاصي: يعني انتي تحت رحمتي وبرضو مافيش فايده في لسانك الي زي المبرد ده والله لكسر دماغك
هتف والده: يا بني سيبها بقي وكفايه اللي حصل
عاصي: والله ما هاسيبها الا لما تعتزر يا كده يا ملهاش حمايه عندي، وتبقي تحمي نفسها بقي من الناس اللي بيجرو وراهم دول
روقيه بحزن: طب يا بني احنا متشكرين اوي ليك بس لو سمحت سيب بنتي و يا سيدي طلاما مش عايز تحمينا بلاش احنا ماغصبناش عليك
هتفت الحجه توحه: كده يا عاصي وانا اللي قولت انا ليا راجل هايحمي بناتي من اي حد يهوب نحايتهم،
الاقيك انت اللي بتقول كده وكمان تتهجم علينا بالطريقه دي.
اندهش هو من كلام تلك العجوز التي قلبت كفة الميزان لصالحهم حتي لو كانت تلك الصغيره المتمرده غلطت في حقه
ومما ازعجه بكاء اختها الصغيره حين وجدها واقفه في زاوية الغرفه تبكي بصوت مخنوق مع وضعها يدها علي ثغرها
توجهت روقيه الي فضالي وهتفت: قول لابنك يسيب بنتي يا عبدالرحمن هي دي حمدلله علي السلامه اللي بتقولها لينا،
دا انتو حتي مافكرتوش تعزونا في وفاة جوزي مكانش العشم يا عبد الرحمن.
ثم بكت امامهم بحرقه
تركها من بين براثنه فجاءه واتجهت الي والدتها تحتضنها وهتفت
غمزه: ماتعيطيش يا مامي احنا مش ضعفا ولا مستنين العطف من حد عشان تعيطي كده
هتف هو
عاصي: صبرني يا رب يا بنتي اسكتي، انتي كل ما بتتكلمي بتعصبيني زياده
امسكت الحجه توحه بيده وهتفت: طب تعالي ادخل وقولي ايه آللي مزعلك كده وانتي يا غمزه خشي جوه انتي واختك يلا
تعالي يا فضالي هتفضل واقف كده علي الباب
انتبه لها فضالي الذي كان انجذب في دوامة عينها وعبراتها التي كانت تنزل علي وجنتيها تحرقه وهتف
متأخذيناش يا اما توحه الوقت متأخر واحنا ماكنش المفروض نطلع دلوقتي، بس المحروسه بقي هي اللي اجبرت العاصي علي كده بنزولها للشارع دلوقتي
توحه: طب بس سيبك من الكلام ده وادخلو نتكلم تعالي يا واد يا عاصي اقعد انا عايزه اتكلم معاك
دخلو معاها وجلسو في غرفة الضيوف وجلست هي بجوراه ثم هتفت
توحه : قولي بقي ايه اللي مزعلك كده
عاصي: يا ستي انا مش زعلان بس هي تبعد عني دي واحده من ساعة ما جات وهي بتشاكل فيا
انتي بتطلبي مننا نحميهم وهي بتقف في الوقت ده وبالبس اللي هي لابساه ده في الشارع وقدام الرجاله اللي قاعده في القهوه
لاء وواقفه تقول لأبويا انا حره ومتشكرين ليكو ومش عايزين حاجه منكم
طب لما انتي سبع رجاله في بعض كده يبقي تتحملي بقي كلامك وتوقفي قدام عدوك لوحدك:
قالها عاصي بصوت مرتفع حتي تسمعه هي من خارج الغرفه
جاءت هي بكل برود وردت
غمزه: هو انا كنت طلبت منك حاجه ولا انت مش واخد بالك من اللي اخوك عمله وعايز تجيب الغلط عليا وخلاص
عاصي: تمام اوي كده انتي ماطلبتيش مني حاجه، وانا مش ملزم ليكي بحاجه ثم وجه كلامه الي توحه وقال
بصي يا ستي توحه كل اللي في البيت ده تحت حمايتي
انا أشيلك واشيل ضيوفك علي راسي من فوق ومافيش نمله تقدر تيجي عليكو
معادا البت دي ماليش دعوه بيها نهائي وماتطلبيش مني اكتر من كده سلامو عليكو
ثم وقف قاصد باب النزول دون ان يسمع ردها
توحه: استني بس يا عاصي يا واد استني
فضالي: معلش سبيه دلوقتي يا حجه انتي عرفاه لما بيكون متعصب و المحروسه مشاء الله عليها قامت بالواجب وزياده
روقيه ببكاء: هو حصل ايه عشان ده كله
فضالي بنبره متحشرجه: انتي بتعيطي ليه دلوقتي
ماهو قالك انكو تحت حمايته ويا ستي حمزه مغلطش بالعكس ده عمل الواجب
وجاب لهم الحاجه ولما كتب رقم التليفون كان قاصد لما يعوزو حاجه يتصلو بيه يبعتها ليهم
هي فرضت سوء النيه وجات الوكاله في الوقت داه وبالبس المكشوف ده ووقفت وزعقت وده عصبه جداً
توحه: خلاص يا فضالي ماحصلش حاجه ولو علي عاصي انا عارفه انه طيب ولما يهدي هيبقي في كلام تاني
فضالي: ماتزعليش يا روقيه وماتخافيش علي بناتك من اي حد انتي وبناتك في عنيا وتحت حمايتي انا شخصياً