بعد أن غادر الجميع، أجرى فيليكس مكالمة على الفور.
"مرحبًا، لا تترك لشركة زاليس أثرًا في جيبسدايل في خلال ثلاث ساعات."
لم تدرك سيلينا خطورة الموضوع إلا بعد ذلك.
"من أنتما بالتحديد؟"
وهنت ركبتاها ولم تعد تستطع الثبات على قدميها.
"حسنًا، هو تريستان لومبارد الذي ذكرته منذ قليل! هل ترغبين في أن تعتذر ابنة أخيه منك؟ يا لها من وقاحة!"
"تريستان لومبارد؟ هل هو حقًا تريستان لومبارد؟" انهارت سيلينا على الأريكة. "آه! لماذا تفوهت بتلك الكلمات منذ قليل؟"
"سيد كويلين، لا تريد عائلة لومبارد أن تتسرب أيّ معلومة حول هوية إيزابيل. لذا، لن يُسمح لك بالتفوه بكلمة عن حادثة اليوم."
لم تكن عائلة لومبارد ترغب سوى في أن تمنح إيزابيل حياةً بسيطة.
"طبعًا، طبعًا!" لم يعد ريت يجرؤ على لفظ كلمة قد تؤدي إلى مشاحنة في ذلك الوقت.
في النهاية، هذا تريستان لومبارد. هو قادر على جعل جيبسدايل بكاملها ترتعد خوفًا بمجرد حركة من إصبعه.
في ما يتعلق بك يا سيدة زاليس، يستحسن أن تغادري جيبسدايل بسرعة. لا تشككي في كلمات السيد تريستان.
بعد قول ذلك، خرج فيليكس بخطى ثابتة.
بالرغم من تعليقي، كانت صوفي السبب الرئيسي في قدوم السيد تريستان شخصيًا اليوم. لأنه في الماضي، حتى لو وجدت إيزابيل نفسهافي مشكلة ما، لم يقم سوى بإرسالنا إليها. هل هو حقًا معجب بصوفي؟
كانت إيزابيل في قمة السعادة لأن تريستان جاء إلى المدرسة شخصيًا لمساعدتها.
"شكرًا لك يا عمي تريستان! لا تخبر أبي بما جرى، وإلا فسيقتلني."
"أجل، فهمت."
"عمي تريستان، هذه زميلتي في الصف وأعز صديقاتي، اسمها صوفي. لم تتورط في مشكلة مع إيفون اليوم سوى لتأخذ لي حقي." كانت إيزابيل تكنّ حبًا كبيرًا لصوفي.
"هل تناولتما الطعام؟" حلّ الظهر، وعلى الأرجح أنهما لم تتناولا وجبة الغداء بعد.
"كلا، هل تخطط لدعوتي إلى الغداء يا عمي تريستان؟ حسنًا إذن! أريد تناول الأطباق التي يقدّمها مطعم بيغاسوس بافيليون!
"حسنًا." أومأ تريستان موافقًا.
"أحقًا؟ كم تعاملني بلطف يا عمي تريستان!" ضمت إيزابيل ذراع عمّها إليها بسعادة.
لكن عندما رأت نظرته الباردة، تركته فورًا. يا إلهي، كيف لي أن أنسى أنه يكره لمس الآخرين له؟
"لدي شيء آخر عليّ أن فعله يا إيزابيل." لم تكن صوفي تخطط لتناول الطعام معهم.
عند سماع ذلك، أمسكت إيزابيل بيدها فورًا، وتشبثت بها بإحكام.
"عليّ أن أشكرك على ما حصل اليوم يا صوفي. لذا، أصر على دعوتك إلى هذه الوجبة. إن لم تقبلي بالمجيء إلى المطعم، فهذا يعني أنك لا تعتبرينني صديقتك." كانت نبرتها حازمة، ولكن التعبير على وجهها بدا خجولًا جدًا. واستمرت في ملاطفتها، قائلة: "من فضلك، من فضلك! هي مجرد وجبة. لن ينقضّ عمي عليك."
سُمع صوت كحة. لم يستطع فيليكس أن يمنع نفسه عن السعال. ربما يرغب السيد تريستان في الانقضاض عليها بالفعل!
"ماذا أصابك يا سيد نورثلي؟ اذهب إلى المستشفى لتخضع لفحص طبي إن كنت تشعر بالتوعك."
"لا، لا، أنا بخير." لوّح فيليكس يده مسرعًا في حركة إنكار، ثم قال: "سأحجز طاولة في بيغاسوس بافيليون حالًا."
كانت صوفي تخشى الفتيات اللطيفات والظريفات مثل إيزابيل، لأنها لا تستطيع أن ترفض لهن طلبًا.
"حسنًا." أومأت برأسها في علامة قبول، فهذه مجرد وجبة على أيّ حال.
"سأذهب لأحضر السيارة. يمكنكم أن تنتظروني هنا." اتجه فيليكس مسرعًا نحو السيارة.
عندما وصلت المركبة، فتح تريستان شخصيًا باب السيارة لإيزابيل.
"تفضلي بالدخول."
"عمي تريستان، يمكنني أن أجلس في الخلف مع صوفي!" في الحقيقة، لا تزال إيزابيل ترغب في التشبث بصوفي لفترة أطول. ولكن للأسف، كانت نظرة واحدة من الرجل كفيلة بجعلها تجلس في مقعد الركاب بسرعة البرق.
أغلق تريستان باب إيزابيل، ثم فتح الباب الخلفي لتركب صوفي.
"من بعدك."
كان واضحًا وضوح الشمس أن سلوكه تجاه صوفي أفضل بكثير من سلوكه تجاه ابنة أخيه.
دخلت صوفي السيارة وانتقلت إلى الداخل. ركب تريستان المركبة هو أيضًا وجلس الاثنان جنبًا إلى جنب.
عندما رأى فيليكس ذلك، استحوذت عليه رغبة في الضحك. يبيّن نواياه بوضوح تام، أليس كذلك؟ ولكن هل هو حقًا جاد بشأن فتاة تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا؟ لماذا لم أدرك أبدًا أنه وحش مفترس، يحب الشابات الفتيّات؟"
التفتت إيزابيل إلى صوفي ونظرت إليها بإمعان وسألتها: "ماذا تريدين أن تأكلي يا صوفي؟"
"لستُ صعبة الإرضاء."
لم تستطع صوفي أن تتصرف بقسوة وتعنّت أمام ملامح وجه إيزابيل المبتسمة. هي حقًا تشبه صديقةً لها إلى حد كبير.
في خلال الرحلة، طرحت إيزابيل الأسئلة على صوفي بين الحين والآخر. في الواقع، كانت هي التي كانت تتكلم.
وبشكل مفاجئ، راحت صوفي، التي تبدي دائمًا تعبيرًا باردًا مع الآخرين، تجيب على جميع أسئلتها حتى لو باقتضاب.
عندما وصلوا إلى مطعم بيغاسوس بافيليون، وجدوا المدير ينتظرهم خارجًا.
ما إن رأى هذا الأخير سيارة فيليكس، حتى تقدم ورحّب بهم جميعًا.
"سيد تريستان، سيد نورثلي، آنسة إيزابيل، كل شيء جاهز."
ترجّل تريستان من السيارة أولًا. انتظر خروج صوفي قبل أن يغلق باب المركبة.
كان المدير سبق أن ساعد إيزابيل على فتح باب السيارة. وما إن خرجت الفتاة، حتى اتجهت مسرعةً إلى صوفي.
قالت إيزابيل: "لندخل يا صوفي! سنذهب إلى الحمّام أولًا يا عمي تريستان!" ثم توجهت إلى الداخل وهي تجرّ صوفي معها.
أخيرًا، هبط فيليكس من السيارة وسار نحو تريستان.
"تتصرف صوفي بصبر كبير مع إيزابيل! يبدو أنها تحبها كثيرًا." في نهاية المطاف، عاملتنا معاملة قاسية بلا هوادة!
"أجل." طبعًا لاحظ تريستان ذلك أيضًا.
"نظرًا إلى الظروف، عليك أن تعتمد على إيزابيل إن أردت التقرب من صوفي."
تجاهل تريستان كلام فيليكس وتوجه مباشرةً إلى الحجرة الخاصة.
مرت بضع دقائق قبل أن تحضر إيزابيل صوفي إلى الحجرة الخاصة.
"اسمحي لي بأن أقدّم أحدكما إلى الآخر يا صوفي! هذا عمي، تريستان لومبارد. في المستقبل، يمكنك أن تحذي حذوي وتناديه بعمي تريستان."
عند سماع ذلك، كاد فيليكس أن يختنق بالماء الذي كان يشربه.
"يا سيد لومبارد." لم تناد صوفي تريستان بـ"عمي". فلا تربط بينهما أيّ صلة دم، لذا لم ترغب في الادعاء بما هو غير صحيح.
"لست مضطرة إلى الالتزام بالشكليات يا صوف. كل ما لي فهو لك، وبالتالي عمي هو عمك أيضًا."
"إيزابيل." لم يعط تريستان إيزابيل أيّ فرصة في مواصلة الثرثرة بالتفاهات إذ إن هذا اللقب يشير إلى فجوة بين الأجيال.
لم تستطع إيزابيل سوى إطباق فمها أمام تحديق تريستان الثاقب فيها.
جاء مدير المطعم شخصيًا لأخذ طلباتهم، بعد أن أعطى كل واحد منهم كتيّب قائمة الطعام.
طلبت إيزابيل أطباقًا عدة في طرفة عين.
ثم، التفتت وسألت صوفي، قائلة: "ماذا تحبين أن تأكلي يا صوفي؟ لست مضطرة إلى أن التصرف بخجل مع عمي."
فطلبت صوفي طبقين عشوائيين.
"لا أتصرف بخجل."
رأى تريستان وفيليكس أن الفتاتين طلبتا ما يكفي من الأطباق، فأعادا قوائم الطعام إلى المدير من دون طلب أيّ شيء.
"انتظر قليلًا يا سيد تريستان."
"ما رقم هاتفك يا صوفي؟ سأضيف اسمك إلى قائمة جهات الاتصال في تطبيق الواتساب لدي." طلبت إيزابيل رقم هاتف صوفي فور انتهاء المدير من أخذ طلبياتهما.
لم ترفض صوفي إعطاء إيزابيل رقمها، فأخرجت هاتفها وفتحت تطبيق الواتساب لتمسح الفتاة رمز الاستجابة السريعة.
"أين تقيمين حاليًا يا صوفي؟ هل يمكنني أن آتي لزيارتك؟"
"حاليًا، أمكث في فندق وسأبحث عن بيت أنتقل إليه في غضون أيام." لم تكن صوفي تخطط للإقامة في بيت عائلة تانر مطولًا.
فسألها فيليكس بنبرة جادة: "هل تبحثين عن بيت تنتقلين إليه؟ يمكنني أن أساعدك! ما نوع البيوت التي تخططين للبحث عنها؟"
تمكن فيليكس من تخمين الأفكار التي تجول في بال تريستان بنظرة واحدة من دون أن يضطر هذا الأخير إلى التعبير عنها.
"صحيح! دعي السيد نورثلي يبحث لك عن بيت يا صوف!" سيكونالبحث شاقًا جدًا عليها إن قامتبذلك بمفردها.
"لا تعذّب نفسك بذلك. يمكنني تدبير أمري."
"لا عذاب لي في ذلك إطلاقًا. بل يشرّفني أن أساعد فتاة جميلة!" لم يسمح لها فيليكس بأي فرصة لرفض مساعدته.
وبعد ذلك بوقت قليل، دخل المدير مع بعض النُدل وقدّموا الطعام.
جلست صوفي بين تريستان وإيزابيل. وما إن تم تقديم الطعام، حتى حمل كل منهما طبقًا إليها.
كانت هذه المرة الأولى التي تشاهد فيها إيزابيل عمها يحمل طبقًا إلى شخص آخر. حتى هي لم تحظَ بمثل هذا الامتياز من قبل، فراحت تحدّق فيه بدهشة.