"هل سمعت ما قالته يا سيد هايز؟ كيف قبلتم بتلميذة مثل هذه في ثانوية جيبسدايل العليا؟ هي متعجرفة جدًا! هي بكل بساطة متسلطة!" استحوذ الغضب على سيلينا لدرجة أنها قفزت عن الأريكة.
"ألا تعرفين أيّ نوع من الأشخاص هي ابنتك؟" شعرت صوفي باستياء شديد من سلوكها العدواني.
"كيف تجرئين؟ سيد هايز، إن لم تتمكن من التعامل مع الوضع، فاستدع معلم الانضباط." تدرك سيلينا أن آندي مشغول جدًا وليس لديه وقت كاف للتعامل مع مسألة مثل هذه. وفي تلك اللحظة، كان الغضب قد بلغ منها مبلغًا عجزت إثره عن الانتظار حتى لثانية إضافية.
"السيدة زاليس، هذه المسألة -"
"ماذا عن هذه المسألة؟ من الواضح بالفعل أنها انتقدت ابنتي! هل ما زلت مصممًا على الدفاع عنها الآن؟ ما هي العلاقة الفعلية بينك وبينها، السيد هايز؟"
بعدما لم يتبق له خيار آخر، لم يتمكن ديريك سوى أن يطلب من معلمة الانضباط الحضور.
عندما رأت سيلينا معلم الانضباط، ريت كويلين، أعربت فورًا عن مطالبها: "يجب أن تقدّم لي تفسيرًا في الحال يا سيد كويلين! انظر إلى قدم ابنتي. إن لم تتمكن من التعامل مع هذه المشكلة كما يجب اليوم، فلن يبقى أمامي أيّ خيار سوى تسليم المسألة إلى الشرطة. فهذا اعتداء متعمد!"
تناقلت أنظار ريت بين المرأة الغاضبة وصوفي التي لم تقل شيئًا على الإطلاق.
"ماذا حدث هنا بالضبط يا سيد هايز؟ أليست التلميذة الجديدة التي جاءت من مدرسة أخرى؟ هذا مجرد يومها الأول، وسبق أن أحدثت فوضى هائلة مثل هذه؟"
"يا سيد كويلين، من الطبيعي أن تقع صراعات بين الفتيات. لا أرى أيّ حاجة إلى تضخيم الأمور."
"أنا أضخّسم الأمور؟ كيف يمكنك أن تقول ذلك يا سيد هايز؟"
"نظرًا إلى أن صوفي هي المذنبة، فليأتِ أبواها ويأخذاها." اتخذ ريت هذا القرار بعد أن رأى قدم إيفون.
في هذه الأثناء، اتصلت إيزابيل بتريستان ما إن رأت شخصًا يستدعي صوفي.
"تعال بسرعة يا عمي تريستان! ثمة من ضايقني في المدرسة!"
كان تريستان في اجتماع عندما تلقى مكالمتها.
"اطلبي ذلك من والدك بدلًا مني."
"عمي تريستان، إن علم والدي بالأمر فسيقتلني. تعال بسرعة!" كانت إيزابيل على وشك البكاء. على أي حال، لم تدس صوفي على ساق إيفون سوى بسببها هي.
علمًا لأي درجة يحب ويليام حفيدته هذه، ترك تريستان عمله من دون أن يكمّله في نهاية المطاف، وذهب إلى ثانوية جيبسدايل العليا مع فيليكس.
في المدرسة، كان ريت قد أرغم صوفي على استدعاء والديها.
طرقت إيزابيل الباب. وبعد حصولها على الإذن، دخلت فورًا.
"يا سيد كويلين، لا علاقة لصوفي بهذه المسألة. إيفون هي التي ضايقتني."
عندما رأى ريت إيزابيل، قطب حاجبيه بقسوة.
"ما أدراك يا فتاة؟ لطالما كانت إيفون تلميذة ذات سمعة وسلوك لا تشوبهما شائبة، أما سمعة صوفي فلطالما كانت سيئة. هل تعتقدين أن السيد كويلين سيصدق ما تقولينه؟"
"كان كل ما قلته صحيحًا! يا سيد هايز، كان ما حصل حقًا ذنب إيفون!"
شعرت إيزابيل بالاضطراب لدرجة البكاء عندما رأت أنهم لا يصدقونها.
لم تتوقع صوفي مجيئها: "لا داعي إلى أن تكوني هنا يا إيزابيل. عودي إلى الصف."
ومع ذلك، سارت إيزابيل إليها مبشارةً.
"لا تخافي يا صوفي. أنا هنا من أجلك!"
حقًا، لم تتوقع صوفي أبدًا سماع مثل هذه الكلمات من فتاة أخرى.
"انظر يا سيد كويلين! إنهما متواطئتان. اطردوا كلتيهما! فسيؤثر السماح لمثل هاتين التلميذتين بالبقاء في المدرسة سلبًا على سمعة ثانوية جيبسدايل العليا!" واصلت سيلينا افتعال الضجة بشكل غير منطقي.
لم يتمكن ريت من معرفة خلفية إيزابيل، لذلك لم يجرؤ على اتخاذ قراره في ذلك الوقت.
"يا سيدة زاليس، إن هذه المسألة..."
"إن لم تتمكن من التعامل مع هذه المسألة اليوم يا سيد كويلين، فلن يكون أمامي أيّ خيار سوى الاتصال بالسيد لانغستون." ضغطت بذلك سيلينا عليه.
كان ريت يدرك مكانة عائلة زاليس في جيبسدايل. بصفته شخصًا لا وزن له، لم يجرؤ على إهانتهم.
قال ريت هامسًا بلا قوة: "في هذه الحالة، سنطرد كلتيهما،"
"يا سيد كويلين، لم ترتكب أي منهما غلطة تُذكر. كيف لك أن تطردهما بهذه السهولة؟" شعر ديريك بأنه قرار اتُخذ بشكل متسرع جدًا. اعتبر نفسه مسؤولًا عن كل تلميذ في الصف، لذا لم يشعر بأي تحامل على صوفي بالرغم من معرفته بأن درجاتها سيئة جدًا.
"تم البت في هذه المسألة يا سيد هايز. سيدة زاليس، سمعت بأن شركتكم تقوم حاليًا بـ..."
"السيد كويلين حقًا لا يصدق!" حتى إيزابيل التي كانت خجولة مثل الفأر لم تستطع منع نفسها من الغضب عند ذلك. وأردفت قائلة: "لا تقلقي يا صوفي. لقد اتصلت بعمي. هو نافذ جدًا!"
عند ذلك، رفعت صوفي حاجبًا. هل قلت لكإنني خائفة؟ هذه مجرد ثانويةجيبسدايل العليا. بمكالمة هاتفية واحدة مني، يُحسم أمر من سيتم طرده أو إقالته.
اشتد غضب فيليكس عندما سمع عند العتبة أن ريت يريد طرد إيزابيل من المدرسة. "من تريد أن تطرد؟ يا سيد كويلين، أظن أنه لا حاجة لوجودك في هذه المدرسة بعد الآن."
قال فيليكس ذلك، ثم فتح الباب ليسبقه تريستان في الدخول.
لم يتوقع تريستان أن يرى صوفي هنا، بالرغم من أنه كان يعلم أنها هي أيضًا تلميذة في ثانوية جيبسدايل العليا، وكان يخطط لزيارتها لاحقًا.
"من أنتما؟" لم يلتق ريت بتريستان وفيليكس من قبل. ولكن الهالة المحيطة بهما أنبأه بأنهما ليسا فريستين سهلتين.
"ما هذه المصادفة!" كان فيليكس متفاجئًا أيضًا لرؤية صوفي هنا.
عندما رأتهما صوفي، لم تستطع أن تمنع نفسها من تقطيب حاجبيها. لماذا أصادفهما في كل مكان؟
"لا يهم من نحن، الأمر هو أنه لا يحق لك أن تطردهما كلتيهما."
"يا لك من متكبر! هل تظن نفسك في بيتك؟ هذه مدرسة! ماذا يمكنك أن تفعل حين يكون السيد كويلين مصرًا على طردهما؟" لم تتسن لسيلينا فرصة التواصل مع أشخاص من دائرة تريستان، لذا لم تتعرف على هوية الرجل قبالتها. "اطردهما فحسب يا سيد كويلين! ستتعامل شركة زاليس مع أيّ مشكلة!"
"شركة زاليس؟" أخيرًا فتح تريستان فاه. "هل شركة زاليس ذات نفوذ كبيرة يا فيليكس؟"
"لا فكرة لدي. في أيّ نوع من الأعمال تتعامل شركة زاليس؟" لم يأت على بال فيليكس أيّ شركة معروفة باسم شركة زاليس في تلك اللحظة.
"هل رأيت ذلك يا سيد كويلين؟ هما لا يعرفان حتى بشركة زاليس، ومع ذلك يتظاهران بأنهما عظيما الشأن هنا!" ألقت سيلينا نظرة ازدراء عليهما.
رد فيليكس قائلًا: "هل شركة زاليس قوية لهذه الدرجة؟"
"هل ستصدقانني إن قلت إنه يمكنني القضاء عليكما بمكالمة هاتفية واحدة؟" ازدادت سيلينا غطرسةً. بدآ يخشيان، صحيح؟
"بصراحة، بدأت أشعر بالخوف. لديّ عائلة بكاملها أعولها، فماذا سأفعل إن لم يكن لديّ وظيفة؟" تذمر فيليكس ساخرًا.
كانت سيلينا واثقة جدًا بشركة زاليس، وازداد شعورها بالانتصار بعد سماعها ذلك.
"إذًا، ماذا ستختار؟ إن كنتما مستعدين للجثو على ركبتيكما والاعتذار لي الآن، فيمكنني أن أعفو عنكما."
ماذا؟ آه! هي تمسح بنا الأرض! فقط لأننا أعطيناها بعض المجال، راحت تتمادى كثيرًا!
كاد صبر تريستان ينفد. لمَ أتكبد عناء الثرثرة مع شخص مثل هذه المرأة هنا؟
"سأمهلك ثلاث ساعات لتجعل شركة زاليس التي ذكرَتها تختفي من جيبسدايل يا فيليكس. وتأكد أيضًا من عدم مصادفتي عائلة زاليس في أيّ مكان قد أذهب إليه في المستقبل!"
لم يكن لديه نظير في الغطرسة والتسلط.
"ماذا تقول؟ هل أنت تحلم؟ ستجعل شركة زاليس تختفي؟ هل تظن نفسك تريستان لومبارد؟" في جيبسدايل، وحدهذلك الرجل يجرؤ على التفوه بتلك الكلمات!
"سيد كويلين، لا أريد لأحد أن يعرف بحادثة اليوم." قال تريستان ذلك، ثم استدار وخرج.
تبعته إيزابيل بخطى سريعة، وجرّت سوفي معها. كنت أعرفأن العم تريستان سيتمكن من حل المشكلة ما إن يتدخل فيها!